كمدرّبة PADI، فأنا أعلم أن التدريب على غوص سكوبا لا يقتصر على تعريف الأشخاص برياضة وأسلوب حياة أحبّهما.

إنّ الغوّاصين يحبّون الغوص وكذلك يتعلّم الغوّاصون حبّ البيئة.

عبر تدريب اليافعين على الغوص، من الممكن أن يُوَلَّد فيهم شغف للبحار وإصرار لضمان بقاء الشعاب والحياة البحريّة العزيزة علينا لأجيال قادمة.

يفرض كل من الاحتباس الحراري في المحيطات، والصيد المفرط، والتلوث البلاستيكيّ والكيميائيّ ضغوطات وتحديّات على البيئة لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشريّ.

تقترح إحدى التقديرات أنّه بحلول عام 2050 سيكون هناك، بالوزن، بلاستيك أكثر من الأسماك في البحار.

باعتباري أعيش في الإمارات العربيّة المتحدة وكجزء من الفريق في مركز Divers Down، فقد سنحت لي فرصة عظيمة لتعريف اليافعين بغوص سكوبا وكذلك توعيتهم بشأن قيمة المحافظة على البيئة.

في مركز Divers Down، قمت بقيادة برنامج مدرسيّ لتعريف اليافعين بغوص سكوبا. وكجزء من البرنامج، قمنا أيضاً بطرح قضايا مهمّة متعلّقة بالمخاطر التي تشكّلها الأنشطة البشريّة على البيئة.

لقد كنّا نقيم جلسات أسبوعية بعنوان “اكتشف غوص السكوبا” داخل مسابح المدارس في أنحاء دبي. كما أتاحت لنا هذ الفرصة العظيمة المجال لإثارة الوعي في العقول اليافعة بشأن التحدّيات البيئية الأكثر إلحاحاً.

نقوم أنا والفريق بتعليم الأطفال طرقاً للعناية بالمحيطات وكيفية الحدّ من التلوّث البشريّ.

حيث نقوم بإجراء مناقشات مع الأطفال ومن ثمّ نعرض لهم الأدلّة – مخلّفات الحياة الحديثة التي تُلقَى على الشواطئ والشعاب، ليس فقط في الإمارات العربيّة المتّحدة بل حول العالم بأكمله.

من المُجزِ جداً أن تكون بصحبة طالب يافع أثناء أخذه لأول نَفَس تحت الماء. وعلى نفس القدر، من المُجزِ أن تُحفّز السلوك الصحيح فيه لخلق عالم مُستديم – هذا هو بعينه الهدف من المشروع المدرسيّ.

مثل كلّ مدرّبي PADI، فنحن جميعاً نطمح إلى تغيير مجرى حياة طلابنا نحو الأفضل.

إنّ تعريف الأطفال بالعالم الطبيعيّ يمكن أن يزرع فيهم حباً أبدياً للعالم الطبيعي، ويساعدهم على حماية الأنظمة الإيكولوجية الحسّاسة للأجيال القادمة.

لقد كانت ردة فعل الطلاب، وأساتذتهم وأهلهم – الذهول، الاحترام والتعجّب – تفوق توقّعاتنا.

نحن نعلم أن الأطفال يتعلّمون بشكل أفضل وهم يشعرون بالمتعة. تعريفهم بالعالم الطبيعي – استكشاف النظام الإيكولوجي المائيّ الدقيق – هو أحد أفضل الطرق التي يستطيع من خلالها اليافعون التعلّم عن التهديدات التي تتعرض لها المحيطات (دون حتى أن يشعروا هم بذلك).

أنا متأكدة أنّه لو كان جميع الأطفال محظوظين بشكل كافٍ للتعلّم عن الغوص والوقوع في حبه وحب البيئة، فسيصبح عالمنا مكاناً أفضل.

أودّ التقدّم بجزيل الشكر لتلك المدارس التي منحتنا هذه الفرصة العظيمة وللنظام التعليميّ الرائع الذي كان منفتحاً للسماح بطلّابه بالتعرّف على متعة ومغامرة الغوص، وعلى الوسائل العمليّة لحماية بيئتنا.

بالنيابة عن PADI، تهانينا للطلّاب الذين انضموا إلى المشروع!

…. وشكر خاص لميكيلا ولفريق عمل مركز Divers Down : ثابروا على العمل الجيّد!

 


القصص المميزة