“التّلعيب” في مجال التّعليم هو استخدام ديناميكيات تشبه الألعاب لتعزيز التعلّم. وعند تطبيقه بشكل مناسب، وُجد أنّه يزيد من مشاركة المتعلّم وتحفيزه وسرعة التعلّم والحفظ.

في حين أنّه من الطّبيعيّ التّفكير في إجراء مسابقة أو لعبة، إلّا أنّ “التّلعيب” أوسع من ذلك، وليس بالضّرورة لعبة في حدّ ذاتها. على سبيل المثال، إذا كنتم تقودون أو سبق أن قدتم طرازاً أحدث من السيّارات – سيّارات على الغاز أو هجينة أو كهربائيّة – فمن المرجَّح أنّكم ملمّين بشاشات العرض التي تُظهر كفاءة قيادتكم. إنّها تعرض الكيلومترات/الأميال لكلّ لتر/غالون، والمسافة لكلّ واط، وما إلى ذلك، ممّا يوضّح كيفيّة تأثير التّضاريس وعادات القيادة والمتغيّرات الأخرى عليها. لقد وُجد أنّ معلومات مثل هذه “تلعّب” عادات القيادة لدى الكثير من النّاس. بمجرّد إدراك كيفيّة تأثير المتغيّرات على كفاءة الوقود/الطّاقة، يعدّل الأشخاص كيفيّة قيادتهم لقطع مسافة أطول باستخدام كميّة أقلّ – كأنّهم يلعبون لعبة، إذا صحّ التّعبير، ممّا يساعد على إنشاء عادات أفضل للحفاظ على الوقود/الطّاقة. وتستمرّ هذه العادات لديهم حتّى عند قيادة المركبات دون هذه الشّاشات.

efr students using games on a board to learn

في تدريبات الإنعاش القلبيّ الرئويّ، يؤدّي استخدام التّعليق على الأداء المستند إلى التّطبيق بالمثل إلى “تلعيب” تعلّم إجراء الضّغطات وتقديم أنفاس الإنقاذ. وباستخدام ذلك أثناء تنمية المهارات، يتعلّم الطّلبة بسرعة تعديل معدّلات الضّغطات والعمق والأنفاس، بناءً على التّعليقات. بالنّسبة لمعظم النّاس، يكون التّصحيح الذّاتيّ أقلّ توتيراً من تصحيح المدرّب، وبصفة عامّة، يرتبط توتّر التّعلم المنخفض بالتعلّم الأكثر فعاليّة.

بعد مقدّمة أوّليّة مع المدرّب، يُجري الطّلبة مراقبة ذاتيّة ويصحّحون أنفسهم بينما يصقلون مهاراتهم ليصلوا إلى مستوى الإتقان، بحيث لا يتعيّن على المدرّب مراقبة كلّ طالب باستمرار خلال هذه المرحلة، وبدلاً من ذلك يولي اهتماماً لمجموعة الطّلبة على نطاق أوسع. ونظراً لأنّ الطّلبة يمكنهم رؤية النّتائج وتعديل أنفسهم في توقيت حقيقيّ، فإنّهم في معظم الحالات ينمّون مهاراتهم بسرعة أكبر وفقاً لمستوى الكفاءة المرغوب.

يتوقّف المدرّب تدريجيّاً عن استخدام العروض عندما تصبح مهارات الطّالب الحركيّة تلقائيّة. وتصبح تعليقات المدرّب معزّزة بشكل أساسيّ أو تقدّم تصحيحاً طفيفاً: “المعدّل والعمق جيّدَين – استمرّ في فعل ما تفعله.” “أعمق قليلاً. بدأت ضغطاتك تصبح سطحيّة بعض الشّيء.” إضافة إلى ذلك، من خلال استخدام التّطبيقات وتقنية Bluetooth QCPR (الفصل الدّراسي للإنعاش القلبيّ الرّئويّ عالي الجودة)، يمكن للمدرّبين مراقبة العديد من الطّلبة/دمى العرض في وقت واحد، مع التّوجيه لتقديم نصائح من أجل التّحسين.

efr students competing through cpr to learn

للمضيّ قدماً خطوة أخرى، تقدّم شركة واحدة على الأقلّ (Laerdal) لعبة فعليّة يمكن تطبيقها على عمليّة تعلّم الإنعاش القلبيّ الرّئويّ. باستخدام تطبيق Laerdal، بعد تنمية المهارات الأوليّة، يتنافس الطّلبة في سباق افتراضيّ حيث تعتمد سرعة سيّارة الإسعاف الخاصّة بهم على أساليب الإنعاش القلبيّ الرّئويّ الصّحيحة. كلّما كان أسلوبهم أكثر اتّساقاً، زادت سرعتهم. يمكن تكرار السّباقات إلى أن يقترب الجميع من التّعادل، ممّا يعني أنّ كلّ شخص لديه مهارات متطوّرة. أفاد الطّلبة أنّ هذه طريقة ممتعة لتعزيز مهاراتهم في الإنعاش القلبيّ الرّئويّ لأنّهم يركّزون على الأسلوب في بيئة تعليميّة تنافسيّة ودّية بدلاً من الشّعور وكأنّهم يخضعون لتقييم.

إنّ استخدام تطبيقات التّعليق على الأداء لتلعيب تدريبات EFR®التي تقدّمونها يمكن أن يجعل تدريس الإنعاش القلبيّ الرّئويّ أكثر فعاليّة من حيث الوقت، وجعله مجزياً أكثر بالنّسبة للطّلبة. كما يمكن تعديل العديد من دمى الإنعاش القلبيّ الرّئويّ القديمة وتحديثها لتشمل تطبيقات التّعليق على الأداء.


هذه المقالة بقلم Chris Robinson، مدير تطوير مهارات المبيعات في شركة Laerdal


القصص المميزة